أسبَابُ تسميتها بِفاطمَة
سَمَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته الرابعة بفاطمة إلهاما
من الله تعالى فقد روى الديلمي عن أبي هريرة رضي الله عنه وروى
الحاكم عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
إنَّمَا سَمَّيْتُهَا فَاطِمَةَ لأنَّ اللهَ فَطَمَهَا وَحَجَبَهَا
عَنِ النَّارِ .
وكانت لسيدتنا فاطمة تسعة أسماء : فاطمة والزهراء والمباركة
والزكية والصديقة والراضية والمرضية والمحدثة والطاهرة .
ولقبت بالبتول . ولها اختصاص آخر امتازت من أمثالها من النساء ،
وهوأنها لا تحيض أبدا . وكان دم النفاس الذي يخرج عقب ولادتها في مدة
يسيرة ، فما فاتتها صلاة قطُّ .
وكُنِّيَتْ بِأُمِّ أبِيْهَا . وإنما كَنَّاهّا الرسول صلى الله
عليه وسلم به لشدة محبته لها ، ولكونها سمية أمه الحنون في
الرعاية والتربية التي لم تلده .كما عرفنا أن الرسول صلى الله عليه
وسلم ولد ولم يكن له أب ، ثم توفيت أمه بعده وهو ابن ست ، فصار
يتيم الأب والأم منذ صغره . فتعلق قلبه من حينئذ بمربيته وحاضنته
فاطمة بنت أسد زوجة عمه أبي طالب . ويناديها بياأُمَّاه . فلمّا
توفيت أيضا حزن عليها حزنا شديدا ، وقال : ماتت أمِّي . ثم بعد
وفاة فاطمة بنت أسد كلما رأى ابنته تذكَّرها رضي الله عنها ،
فاستأنس بابنته هذه عنده . فلذا كنيت بأم أبيها .
وهي أحب بنات المصطفى صلى الله عليه وسلم بل أحب الناس إليه . فقد
روي عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
أَحَبُّ أَهْلِيْ إِلَيَّ فَاطِمَةُ . وقالت عائشة رضي الله عنها
في حقها : مَا رَأيْتُ أحَدًا أشْبَهَ سِمْتًا وَلاَ هَدْيًا
بِرَسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ فَاطِمَة فِي قِيَامِها
وَقُعُودِهَا ، كَانَتْ إذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إلَيْهَا
فَقَبَّلَهَا وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ . رواه الترمذي
والنسائي وأبو داود .
فإن قيل : إذا كانت السيدة فاطمة أحب الناس إلى الرسول صلى الله
عليه وسلم فقد عارضه حديث آخر ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم :
أحَبُّ النِّسَاءِ إلَيَّ عَائِشَةُ .
فالجواب : أن المراد بالنساء في الحديث زوجاته
الموجودات حال التكلم . ففي الحقيقة لا يتعارضان
|